Close

أخباركم

الصحة النفسية وأثرها على الفرد والمجتمع

 


الصحة النفسية وأثرها على الفرد والمجتمع، من المعروف أن الإنسان هو عنصر أساسي في بناء المجتمع وتطوره. وأن الإنسان السليم نفسياً هو محرك النشاط والابتكار والتحديث. ولذلك يجب أن يحافظ الفرد على صحته النفسية التي تمكّنه من أداء دوره الشخصي والاجتماعي بكفاءة وفعالية. وأن يتجنّب العوامل التي تسبب له الاضطرابات والصعوبات النفسية التي تعيق إمكانياته وإبداعاته. فالفرد المتأثر سلباً بحالته النفسية لا يضر بنفسه فحسب بل يؤثر أيضاً على من حوله من أفراد المجتمع. لهذا كان لدراسة الصحة النفسية أهمية كبيرة في مساعدة الفرد على تحقيق التوازن والاندماج النفسي والاجتماعي، والارتقاء بمستوى إنتاجيته ورضاه ومشاركته.

ما هي الصحة النفسية؟

هي حالة الرضا والتوازن التي يعيشها الفرد مع نفسه ومع محيطه، وتعكس قدرته على التكيف مع المواقف المختلفة والتغلب على التحديات والضغوط، وتنمية مهاراته وإمكانياته بشكل فعال. هي ليست مجرد غياب الأمراض النفسية، بل هي حالة إيجابية تشمل الشعور بالسعادة والثقة بالنفس والاحترام للذات وللآخرين. لا يوجد تعريف موحد للصحة النفسيه، فهي تتأثر بعوامل كثيرة مثل الثقافة والقيم والمعايير الاجتماعية، وتختلف من شخص لآخر. لذلك، يجب أن ننظر إلى الصحة النفسية باعتبارها عملية ديناميكية تتطور مع تغير ظروف الحياة، وتحتاج إلى رعاية ودعم مستمر.

الفوائد النفسيه والاجتماعية للصحة النفسية

تعتبر الصحة النفسية من أهم العوامل التي تؤثر على جودة حياة الفرد والمجتمع، فهي تساهم في تحقيق السعادة والاستقرار والانسجام بين الأفراد، وتلعب دوراً مهماً في اختيار الطرق الصحيحة والمتزنة للتعامل مع المشكلات الاجتماعية التي قد تضر بالنمو النفسي للفرد. ويمكن استخلاص بعض الفوائد المهمة للصحة النفسية كما يلي:

  •  تحقيق الاستقرار الذاتي للفرد، حيث يكون خالياً من التوترات والمخاوف والشعور بالهدوء والسكينة والأمان.
  •  تنشئة أفراد مستقرين وأسوياء نفسياً، فكلما كان الأهل يتمتعون بالصحة النفسية كانوا أكثر قدرة على تربية أطفال سليمين نفسياً، فالأسرة المستقرة نفسية تتمتع بالتضامن والقوة والتآزر.
  •  تطوير ذات الفرد، فهي تمكنه من فتح آفاق نفسه وفهم ذاته والآخرين، وتجعله أكثر قدرة على التحكم في العواطف والانفعالات والرغبات، وتوجيه سلوكه بشكل سليم.
  •  التعامل الإيجابي مع المشكلات المختلفة والضغوط الحياتية، والتغلب عليها، وتحمل المسؤوليات دون رد فعل معاكس.
  •  التوافق مع ذاته والتكيف مع مجتمعه، فغالباً ما تكون سلوكياته مقبولة ومحببة ومرضية لمن حوله.
  •  المساهمة في التنمية الاقتصادية والإنتاجية، حيث يستخدم طاقاته وقدراته وكفاءاته إلى أقصى حد، فالشخصية المتكاملة تجعله أكثر فعالية وإنتاجية.

الصحة النفسيه ومسبباتها

تتأثر الصحة النفسية للفرد بعدة عوامل تتعلق بحياته الشخصية والاجتماعية والبيئية، فهناك عوامل تساهم في تعزيز الصحة النفسية وأخرى تضعفها أو تهددها. من بين هذه العوامل المضرة بالصحة النفسية نجد الإصابة بأمراض جسمية أو نفسية مثل القلب أو الاكتئاب، اتباع نمط حياة غير صحي مثل تناول مواد ممنوعة أو الأدوية بشكل غير مسؤول، التعرض لظروف صعبة . التربية على أساليب سلبية في الأسرة أو المجتمع. كل هذه العوامل تؤدي إلى خلق حالة من عدم الاستقرار واليأس والقلق في نفسية الفرد وسلوكه.

كيفية تحسين الصحة النفسية

للحفاظ على الصحة النفسية، يجب على الفرد أن يهتم بعدة جوانب في حياته، منها:

  •  تلبية الاحتياجات الجسدية المهمة مثل الغذاء والماء والنوم والراحة.
  •  تطوير الثقة بالنفس والاحترام للذات عن طريق التفكير الإيجابي والتعامل مع المشكلات بشكل منطقي.
  •  التخلص من الضغوط والقلق والخوف بالاسترخاء والتنفس والتأمل والابتعاد عن المواقف المزعجة.
  • العناية بالمظهر الخارجي والحفاظ على النظافة والأناقة والانتظام.
  •  وضع هدف حياتي واضح ومحدد والجهد لتحقيقه بالتخطيط والتنظيم والمثابرة.
  •  تربية الأبناء بطريقة سليمة ومحبة.

مظاهر الصحة النفسيه

يتمتع الفرد الذي يتمتع بالصحة النفسيه بالعديد من المزايا التي تنعكس على حياته الشخصية والاجتماعية، ومن أهم هذه المزايا:

  •  الثبات والنمو الانفعالي: حيث يستطيع الفرد التحكم في مشاعره وردود أفعاله أمام المواقف المختلفة، والتغلب على التوترات والصعوبات، كما يستطيع التواصل بشكل واضح وبالغ مع الآخرين دون تجاوزات.
  •  الحافزية: وهي القوة الدافعة التي تجعل الفرد يسعى لتحقيق إنجازات متنوعة ويستخدم قدراته وإمكاناته بشكل فعّال لبلوغ أهدافه.
  •  الشعور بالرضا: وهو نتيجة للاستقرار النفسي والشعور بالأمان والطمأنينة، والذي يجعل الفرد يستمتع بحياته ويرى جانبها المشرق.
  • التكامل النفسي: وهو التوافق بين الذات وبيئتها، حيث يقبل الفرد نفسه وإمكاناته، ويحقق مستوى مناسب من تلبية حاجاته في ضوء المتغيرات المحيطة به.