Close

أخباركم

قصة أويس القرني مع والدته

 


بالنظر إلى قصة أويس القرني مع والدته نجد أنه من الاشخاص الذين عاشوا في فترة الرسول عليه الصلاة والسلام. وكان مؤمنا به، ولكنه لم يكاتبه أو يلقاه لذلك لم يناله شرف صحبته. فهو من المخضرمين التابعين، ولم يذهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان بارا بأمه.

قصة أويس القرني مع والدته

كان يجب أن يرحل للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة لكي ينال شرف صحبته. ولكنه وجد أن هذا السفر متعارض مع بقائه لكي يخدم امه ويبر بها، لذلك وجد انه من الافضل له أن أن يبقى بجوارها. وهذا لكي يقوم بتأدية الحق الخاص به عليها. ومقابلا لذلك تجد أنه قد فاته الشرف الخاص بلقاء النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك التعلم على يديه.

وبناء على ذلك عوضه الله سبحانه وتعالى لأنه كان بارا بانه فقام بذكره بالصفة والاسم. كما أنه قد اثنى عليه بالخير، وجعل التضحية الخاصة به هي بمقدار شرف صحبة النبي عليه الصلاة والسلام. وبين ان البر بالأم هو من أكبر الفضائل ومن المعظمات، وهذا ما جعل له منزله كبيره عند الله سبحانه وتعالى. فجعل دعوته مستجابه، ومن الدلائل على رفعته أنه جعل النبي يقول للصحابة أن يطلبوا منه الدعاء والاستغفار.

من هو أويس القرني؟

هو ابو عمرو أويس بن عامر المرادي القرني اليماني، الكثير من الاشخاص يخطئون في لفظ النسبة الخاصة به. بقولون أنه القرني ويسكنون الراء، وما جاء في الصحيح فتحها، كما أن العلماء قد ذكروا من صفاته أنه سيد التابعين البار بأمه المجاب الدعوى، لذلك يطلب من الصحابة الاستغفار والدعاء.

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأويس

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أويس للصحابة وذكره بكل الخير، كما أنه أثنى عليه، وقام بتلقيبه بخير التابعين، كما أنه ذكر أنه من البارين بأمهاتهم المجابين الدعوى، وقام بطلب ممن يلقاه من الصحابة أن يطلب منه الاستغفار والدعاء.

كما أنه ذكر في الاحاديث، ومنه ما جاء عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه عندما يأتي عليه أمداد أهل اليمن يقوم بسؤالهم عن أويس بن عامر، حتى جاءه اويس بن عامر فقال له أهذا أنت؟ قال نعم “قال: من مراد ثم من قرن؟، قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم). (قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاستغفر لي!، فاستغفر له).

كما أن سيدنا عمر بن الخطاب كتب لعامله الموجود في الكوفة ان يستوصي بأويس خيرا، ولكنه قد رفض هذا، لذلك كان اويس ورعا ورغب أن يكون مغمورا لأنه كان يرغب في الاخلاص، ولا يريد أن يكون مشهورا، فكل هذا يدل على التواضع والايمان الشديد بالله سبحانه وتعالى.

رحم الله التابعين وألحقنا بهم.