Close

أخباركم

مجاهد بن جبر: عالم مجتهد وصاحب أخلاق حميدة

 


مجاهد بن جبر المكي، أحد أئمة التابعين والمفسرين، كان من أصحاب ابن عباس، و كما كان أعلم أهل زمانه بالتفسير حتى قيل إنه لم يكن أحد يريد بالعلم وجه الله إلا مجاهد وطاووس.وقال مجاهد أخذ ابن عمر بركابي وقال وددت أن ابني سالما وغلامي نافعا. يحفظان حفظك. في هذه المقالة، سنتناول شخصية مجاهد بن جبر، ومكانته العلمية، وتفسيره للقرآن الكريم، وصفات وأخلاقه، ومنزلته عند العلماء.

مجاهد بن جبر: حياته ونشأته

ولد مجاهد بن جبر في مكة المكرمة سنة إحدى وعشرين هجرية، في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.  و كما كان مجاهد من أصل عربي، وقيل أنه كان من أصل تغلب. نشأ مجاهد في مكة، وتلقى العلم عن عدد من الصحابة والتابعين، منهم ابن عباس، وأبو هريرة، وعائشة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، وغيرهم. كان مجاهد ذكياً محباً للعلم، فأخذ يطلب العلم منذ صغره، حتى أصبح من أعلم التابعين بالتفسير والحديث والفقه.

مجاهد مفسرًا

 هل مجاهد تلميذ ابن عباس،كان مجاهد من أعلم التابعين بالتفسير، وقد تَلقَّى العلم عن ابن عباس، وأخذ عنه القرآن الكريم، والتفسير، والفقه. وقد كان مجاهد حريصًا على فهم القرآن الكريم فهمًا صحيحًا، ولذلك كان يسأل ابن عباس عن كل آية، ويسأله عن سبب نزولها، ودلالاتها اللغوية، والفقهية.

وقد رتب مجاهد تفسيره على ترتيب السور والآيات في المصحف الشريف، ولم يتعرض لتفسير سورة الفاتحة وسورة الكافرون نهائيًا. وتفسيره عبارة عن إيضاح لغوي لمعاني بعض الآيات بألفاظ مختصرة، ومشيراً إلى بعض الاستنباطات الفقهية التي اعتمدها علماء الفقه فيما بعد في مذاهبهم الفقهية. وقد أشاد العلماء بتفسير مجاهد، واعتبروه من أهم تفاسير القرآن الكريم، ومن أبرزها:

  • قال الإمام الشافعي: “خذ التفسير عن أربعة: سعيد بن جبير، وعكرمة، والضحاك، ومجاهد”.
  •  كما قال الإمام قتادة: “أعلم من بقي بالتفسير مجاهد”.
  • كما قال عنه ابن سيرين: “كان مجاهد أعلم التابعين بالتفسير”

مجاهد  مقرئًا

كان مجاهد من أئمة القراءات، وقد أخذ القراءة عن ابن عباس، وعائشة، وعبد الله بن مسعود. وقد كان مجاهد حريصًا على تعلم القراءات الصحيحة، ولذلك كان يسأل شيوخه عن كل قراءة، ويسألهم عن وجهها وسببها. وقد كان مجاهد يقرأ القرآن الكريم بطريقة فصيحة، ولحنًا جميلًا، وقد تأثر به كثير من القراء في عصره، ومن بعده.

مجاهد بن جبر فقيهًا

كان مجاهد بن جبر فقيهًا، وقد أخذ الفقه عن ابن عباس، وعائشة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر. وقد كان مجاهد حريصًا على فهم أحكام القرآن الكريم، والسنة النبوية، ولذلك كان يسأل شيوخه عن كل مسألة فقهية، ويسألهم عن دليلها. وقد كان مجاهد من أئمة الفقه في عصره، وقد اعتمد عليه كثير من الفقهاء في آرائه الفقهية، ومن أبرزها:

  • قال الإمام الشافعي: “أخذت الفقه عن ثلاثة: عطاء، وطاوس، ومجاهد”.
  • كما قال الإمام مالك: “أخذت العلم عن أربعة: ربيعة، وابن شهاب، ومجاهد، وابن جري

شيوخه وتلاميذه

  من الشيوخ الذين أخذ عنهم عدد كبير من العلماء، منهم:

  • عكرمة بن عمار.
  • طاووس بن كيسان.
  • عطاء بن أبي رباح.
  • عمرو بن دينار.
  • أبو الزبير.
  • الحكم بن عتيبة.
  • ابن أبي نجيح.
  • منصور بن المعتمر.
  • سليمان الأعمش.
  • أيوب السختياني.

وأما تلاميذه، فمنهم:

  • عكرمة بن عمار.
  • طاووس بن كيسان.
  • عطاء بن أبي رباح.
  • عمرو بن دينار.
  • أبو الزبير.
  • الحكم بن عتيبة.
  • ابن أبي نجيح.
  • منصور بن المعتمر.
  • سليمان الأعمش.
  • أيوب السختياني.

صفاته ووفاته

كان مجاهد بن جبر رجلاً صالحاً تقياً، وكان يحب الله ورسوله ويبغض الكفر والفسوق والعصيان. ومن صفاته وأخلاقه الحميدة ما يلي:

  • كان مجاهد عالماً مجتهداً، فقد أخذ العلم عن عدد من الصحابة والتابعين، وكان يحرص على طلب العلم والمعرفة.
  •  كما كان مجاهد صاحب أخلاق حميدة، فقد كان متواضعاً، وكان يحب الخير للناس، وكان يكره الظلم والفساد.
  • كما كان مجاهد رجلاً صالحاً، فقد كان يحب الله ورسوله، وكان يحرص على أداء العبادات والطاعات.

ومن الأمثلة على صفاته وأخلاقه ما يلي:

  • كان مجاهد يعرض القرآن على ابن عباس ثلاث مرات، يسأله عن كل آية فيم نزلت وكيف كانت.
  •  كما كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها، ومن ذلك ذهابه إلى بئر برهوت وإلى بابل.
  •  كما كان مجاهد رجلاً صالحاً تقياً، فقد قال عنه ابن عمر: “وددت أن ابني سالماً وغلامي نافعاً يحفظان حفظك”.

وهكذا، فقد كان مجاهد بن جبر رجلاً صالحاً تقياً، وكان يتمتع بصفات وأخلاق حميدة، فقد كان عالماً مجتهداً، وكان متواضعاً، وكان يحب الخير للناس، وكان يكره الظلم والفساد، وكان رجلاً صالحاً.توفي مجاهد بن جبر سنة ثلاث ومئة هجرية، وهو ساجد في الصلاة، عن عمر يناهز ثمانين عامًا.