Close

أخباركم

سيرة سعيد بن زيد -رضي الله عنه- من الصحابة المُبشَّرين بالجنة

 


سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل هو ابن عم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وزوج أخته فاطمة. أسلم هو وزوجته في أولى سنوات الإسلام، قبل أن يدخل في دين الله عمر -رضي الله عنه- الذي أسلم في بيتهما. كان سعيد -رضي الله عنه- من المهاجرين الأوائل إلى المدينة المنورة، ومن الصحابة الفضلاء الذين شاركوا في غزوات وفتوحات الإسلام. وقد بشره رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بالجنة، فكان من العشرة المبشرين بها. وسنعرض فيما هو أت قصته .

 سعيد بن زيد: من الصحابة الأوائل والمهاجرين

سعيد  -رضي الله عنه- . هو ابن زيد بن عمرو الذي كان من من وحد الله في الجاهلية، وكان يعبد الله وحده وينكر عبادة الأصنام. ولما بعث الله نبيه محمدا -صلى الله عليه وسلم- كان سعيد من أول من آمن به وتبعه، وكان من المبشرين بالجنة. وقد هاجر سعيد مع زوجته فاطمة بنت الخطاب -أخت عمر بن الخطاب- إلى المدينة. وكان من أفضل أصحابه في العلم والفقه والزهد.

سعيد بن زيد ودوره في إسلام عمر بن الخطاب

في أحد الأيام، خرج عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مصمماً على التخلص من النبي -صلى الله عليه وسلم-. فواجهه رجل من قريش فأخبره أن أخته فاطمة وزوجها سعيد  قد أسلما على يد محمد. فتغيرت خطته وانطلق إلى بيتهما، فسمع صوت خباب بن الأرت يقرأ لهما من سورة طه. فدخل عليهم غاضباً وسألهم عن دينهم. فقام سعيد  -رضي الله عنه- موقفاً شجاعاً وأقر بإسلامه وبالحق الذي جاء به الإسلام. فانفعل عمر و دفعه دفعتًا قوية، فتدخلت أخته فاطمة لحماية زوجها، لاطمها عمر على وجهها . فشعرت بالغضب والحزن وأعلنت إسلامها أمام أخيها.

فانكسر عزم عمر وشعر بالحيرة، فطلب منهم الصحيفة التي كانوا يقرؤون منها. فقالت له فاطمة أن يغسل يديه قبل أن يلمس كتاب الله. فغسل يديه وأخذ الصحيفة وبدأ يقرأ من سورة طه، حتى انتابته رحمة الله وأشرق نور الإسلام في قلبه. فقال تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ)، فأجاب عمر: نعم آمنت بالله وبرسوله.

ففرح سعيد  وزوجته فاطمة بهذا المولود الجديد للإسلام. وأخبروه أن هذا كان دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال: (اللَّهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك: إما أبو جهل بن هشام، وإما عمر بن الخطاب). فسأل عمر عن مكان النبي -صلى الله عليه وسلم-، فدلوه على مكان اجتماع المسلمين. فذهب إلى هناك دون أن يخبر أحداً بإسلامه، وأقبل على النبي -صلى الله عليه وسلم- مشيراً إلى صدره، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله.

سعيد  و مهمته السرية

من الصحابة الذين شاركوا في معظم المواقف  مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سعيد  -رضي الله عنه-. إلا أنه فاتته  بدر التي كانت أول مواجهة بين المسلمين وقريش. والسبب في ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره هو وطلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- بالتخفي والترصد لحركات قريش وإخباره بأخبارهم. فلما رجعا من مهمتهما وجدا أن بدر قد انتصر فيها المسلمون. فأعطاهما النبي -صلى الله عليه وسلم- نصيبهما من الغنائم، و كما أشار عليهما بسهميه ليرفع لهما درجات في الجنة.

سعيد  ومشاركته في الفتوحات الأسلامية

كان سعيد  من الصحابة العشرة المبشرين بالجنة. وشارك ف العمل في سبيل الله  في عهد الخلفاء الراشدين وما تلاهم. شهد اليرموك التي أفضت إلى فتح دمشق،واختير ليكون والياً على المدينة من قبل أبي عبيدة . لكنه رفض هذا المنصب و كما طلب من أبي عبيدة أن يعين غيره، لأنه لم يكن يحب الدنيا ولا يطمع فيها. بل كان يفضل أن يستمر العمل في سبيل الله .

سعيد بن زيد: سيرة عطرة وأخلاق رفيعة

عرف سعيد  رضي الله عنه بمكانته المرموقة بين الصحابة، فهو من العشرة المبشرين بالجنة، وزوج فاطمة بنت الخطاب، وأحد السابقين إلى الإسلام. وتجلت أخلاق سعيد  في العديد من المواقف، منها:

  • إجابة الدعوة: فقد دعا على أروى بنت أويس التي ظلمته، فأصابها الله بالعمى، وسقطت في بئرها وفارقت الحياة فيها.
  • الشجاعة والإقدام: فقد كان من أشدّ الصحابة بلاءً في الفتوحات، وكان ملازمًا للنبي ﷺ .
  • الرفعة والسيادة: فكان من أشراف قريش وساداتهم، ولم يكن يناله من العذاب ما ينال غيره من المستضعفين.
  • الهجرة إلى المدينة المنورة:  كما هاجر سعيد  وزوجته فاطمة من مكة إلى المدينة المنورة. وكانا من المهاجرين الأولين.

وهكذا، نرى أن سعيد برضي الله عنه كان مثالًا للصحابي المخلص، صاحب الأخلاق الرفيعة، والسيرة العطرة.

ختام لمسيرة عطرة: نهاية حياة سعيد

في عام 51 هجريّة، خلال خلافة معاوية بن أبي سفيان، فاضت روح سعيد رضي الله عنه إلى بارئها. ثم تارك خلفه سيرةً عطرةً وذكرى طيبةً.وضع سعيد  في مثواه الاخير بالمدينة المنورة. إلى جانب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقام عبد الله بن عمر رضي الله عنه بغسله ووضعه فى مثواه الاخير.

عم الحزن أرجاء المدينة المنورة عند نهاية حياة سعيد . فقد كان أحد العشرة المبشرين بالجنة، و ثم كان نموذجًا للصحابي المخلص. صاحب الأخلاق الرفيعة. وهكذا، اختتم سعيد رحلة حياته الدنيوية، كما تاركً إرثًا عظيمًا من الإيمان والعمل فى سبيل الله، ومثالًا يحتذى به في السلوك والأخلاق.